كانت بداية قصتي بعد أن توفى والدي الغالي وخلف خلفه أحزان كبيرة جدا.
كان أخي والذي يدرس بالجامعة مثال أب رائع، حيث كنت أخته الوحيدة (في المرحلة المتوسطة) ووالدتي التي كانت مريضة قليلا.. كان لا يرفض طلبا لنا.. وكان يرضينا بأي شيء يستطيع.
وذات يوم (كنت أذهب وأعود من المدرسة مشيا لأنها كانت قريبة من بيتنا)
كنت عائدة للبيت ولاحظت أن أحدا يتبعني حتى حين ذهابي للمدرسة.
ظننت أني أتخيل فأخفيت هذا بأني لم أعرف شيئا.
وفي كل مرة أرى شخصا من بعيد يحدق بي ويتبعني.. دخل الرعب لقلبي وتخيلت المصائب التي ستحدث لي إلم أخبر أخي أو أمي بذلك.
وفر عودتي للبيت دخلت غرفة أمي بسرعة فقالت أمي متافجئة:
- مالأمر؟! أهناك ما أخافك!
- أمي.. هناك.. من يلاحقني..
- أين؟
- في طريق ذهابي وعودتي من المدرسة.
دخل أخي فقالت أمي له:
- خالد.. هناك من يلاحق أختك!
- هه لا أظن ذلك، لابد أنها تتخيل ذلك.
قلت له واثقة: أنا لا أتخيل.!
نظر إلي قليلا ثم قال: حسنا سآخذك بنفسي غدا لتريني إياه
وسآتي مبكرا لأخذك.
خشيت أن يكون خيالا حقا.. لكني وثقت بأني لا أتخيل.
وفي اليوم التالي أوصلني أخي للمدرسة لكني لم أرى ذاك الشاب فقال مستهزءا: أكان يلحق حقا!؟
- أنا متأكدة بأني رأيته...!
- حسنا.. سآتي لأخذك فربما ترينه
- أجل
وفي وقت الانصراف وأتى أخي لأخذي لم يكن هناك أحد يلاحقنا فقال أخي:
- ربما كنت تتخيلين!؟
- أظن أن لا خيار لدي.
بعد هذا اليوم لم أرى أحدا يلحقني وحين عودتي للبيت كذلك.. فقال أخي وكأنه مهتم:
- هل رأيت خيالك مرة أخرى!؟
قلت مستغربة: - متى عدت للبيت!؟؟
- أردت الاطمئنان عليك فقط.
جلست بجانبه قائلة: لا.. ربما أني حقا أتخيل.
- حسنا.. اذهبي لتنامي وسأوقظك قبل موعد مذاكرتك.
- ألم تحضر الغداء؟!
- قالت أمي أنها ليست جائعة لذا لم أحضره.
- حسنا إذن.
مرت الأيام واختفى الشاب عن ناظري.. وفي يوم من الأيام وحين عودتي من المدرسة أمسك شخص بيدي فصرخت ودفعته ورميت حقيبتي عليه وهربت مسرعة.
دخلت للبيت واتجهت لغرفتي فرأيت أمي في الصالة فجلست أمامها وأمسكت بيدها فتفاجأت.
قلت لها ما جرى معي فضمتني وهي تحمد الله أنه لم يصبني شيء.
دخل أخي وهو يضحك بشدة فقلت له وأنا خائفة:
- لما تضحك؟!
- أريك ما فعلته اليوم في الشارع.
(يقولها وهو يضحك فقلت) أنت لا تفهم, لا تكلمني.
فاقترب ورما حقيبتي قائلا:
- أنت حقا تافهة.؟
وحين رأيت حقيبتي أدركت حقيقة الموقف.. أخي من كان يلاحقني طول هذه المدة.
ازداد بي القهر وأخذت أضربه وهو يضحك فقالت أمي له:
- أخبرني يا خالد. لما فعلت بأختك هذا.
- أردت أن أطمئن عليها وأتأكد أنها تذهب للمدرسة.. لكني لم أردها أن تعلم ذلك.
كان فعلا شيئا مرعبا لفتاة بنفس عمري. وطلبت منه أن يأخذني بنفسه ويرجعني للبيت كذلك